Friday, Mar 29th, 2024 - 16:10:09

Article

Primary tabs

تكريم رجل استثنائي لمعلم يشهد له التاريخ والعالم

تاليا القاعي-جريدة الجمهورية الخميس 07 آذار 2019

200 سنة مرّت على رحيل الأديب والكاتب والمعلّم بطرس البستاني، سنوات طويلة مرّت على رحيل شخصية غير عادية وأحد أبرز الأدباء اللبنانيين والعرب، ومسيرة طبعت المعرفة والثقافة في ذهن العالم أجمع وليس لبنان فقط، ليأتي اليوم ويُكرّم المعلّم تكريماً يليق بإسهاماته الكبيرة.

ولِدَ بطرس البستاني في 1 أيار 1819 وتوفّي في 1 أيار 1883، واستطاع خلال هذه المدة خلق عالم مليء بالفكر والثقافة، في ظلّ الإنجازات الكثيرة التي حقّقها.

أوّل مَن نادى بحقوق المرأة

بدأ المعلم بطرس الكتابة في عمر الـ19، وهو صاحب أول قاموس مرجعي للغة العربية مثّلته موسوعته الشاملة «دائرة المعارف»، وكان أول من أسّس المدرسة الوطنية، ونادى بتثقيف المرأة ومنحها المساواة مع الرجل، التي ما زالت حتى اليوم وبعد مرور 200 سنة تعاني من هذا الموضوع.

كذلك، كان المعلم بطرس من مؤسّسي الجامعة الأميركية، بالاضافة الى كونه من أوائل مؤسّسي الصحف في لبنان.

لم يقتصر عمله على الأدب، لا بل كان له نظرة حول السياسة والوضع القائم في ذلك الوقت، فطالب المعلّم بفصل الدين عن الدولة، وقال: «الدين لله والوطن للجميع». ونادى بالمفاهيم المدنية، وحارب «التتريك»، وبهذا الفكر الوطني عمل المعلم بطرس طوال أيام حياته.

جمعية المعلّم

من هنا، ونظراً لهذه المميزات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ولعمل بطرس البستاني الأدبي والثقافي والإنساني، نشأت جمعية المعلّم بطرس البستاني، التي يترأسها البروفسور فريد البستاني، وصدر عنها هيئة تأسيسية على ان تصدر أيضاً هيئة تنفيذية مصغّرة.

ولكن تبقى الجمعية الأساس، هذه الجمعية اللاطائفية ولا دينية ولا سياسية، تضمّ جميع الشخصيات والقوى الفكرية والأدبية والسياسية في البلد، وتهدف الى تكريم هذه الشخصية الاستثنائية التي حدّثت ونشرت اللغة العربية وجعلتها في متناول الجميع.

حبيب البستاني

عُقد أمس في فندق «فور سيزونز» في بيروت، الاجتماع التأسيسي للهيئة الوطنية لإحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد المعلم بطرس البستاني، برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وبمشاركة وحضور ممثلين عن المرجعيات الدينية ورؤساء الجامعات ورؤساء ومدراء عن وسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعدد من الوزارات المعنية وشخصيات ثقافية وفنية وأدبية واجتماعية.

وفي المناسبة، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع أمين سر الجمعية السيد حبيب البستاني، أشار فيه إلى أنّ «اجتماع اليوم (أمس) هو تحضير لتكريم المعلم بطرس البستاني للمئوية الثانية التي ستحلّ في أيار، أي هو بمثابة تهيئة للتكريم، اذ سيكون لهذه اللجنة التأسيسية لجنة تنفيذية لاحقًا، وستكون هذه الهيئة على صعيد وطني، وسيُمثل فيها من المرجعيات الوطنية والسياسية والروحية والأدبية والفكرية والاعلامية والاكاديمية وغيرها»، لافتاً إلى أنّ «هذا التكريم هو على صعيد وطني، لذلك من الضروري ان تكون هناك لجنة أو هيئة وطنية تعمل على هذا الصعيد. ولهذا السبب كان هناك حضور رسمي حاشد وتغطية اعلامية واسعة لهذا الحفل، فهو حفل على نطاق وطني».

التكريم في أيار

أما عن الحفل والتكريم المُزمع عقده في شهر أيار المقبل، قال البستاني إنه «سيُعقد في 2 أيار على صعيد عالمي، وهو يصادف تاريخ وفاة المعلم بطرس، وستتم دعوة العديد من الشخصيات على كافة الاصعدة بالاضافة الى شخصيات من الدول العربية وحتى الاجنبية وذلك للمشاركة في تكريم هذه الشخصية الاستثنائية في اللغة والعالم».

وشدّد البستاني «على المطالبة بتكريس يوم 2 أيار يوماً عالمياً للّغة العربية، وذلك لذكرى رحيل المعلم بطرس البستاني، علمًا انه في 1 أيار، إلا انّ هذا اليوم يُصادف عيد العمال، وبالتالي يتمّ اعتماد 2 أيار يوم اللغة العربية، وذلك بعد مطالبة الاونيسكو، ووزارة الخارجية ورئاسة الحكومة والجمهورية، وجميع المراجع المعنية في هذا الاطار للمراجعة مع الامم المتحدة بالنسبة لموضوع تبنّي هذا اليوم، أي 2 أيار اليوم العالمي للغة العربية. ولأن تاريخ ميلاد الكاتب البريطاني ويليام شكسبير تمّ اعتماده اليوم العالمي للغة الانكليزية، نحن نطالب ان يصادف اليوم العالمي للغة العربية في ذكرى رحيل المعلم بطرس البستاني، حيث انّ التاريخ المقترح لهذه المناسبة ليس له أي ذكرى أو تعلّق بالأدب أو أي شيء آخر».

جائزة المعلّم

أمّا في موضوع الجائزة التي تحمل اسم المعلم بطرس البستاني، أشار البستاني إلى أنه «سيتم الاعلان خلال حفل التكريم في 2 ايار عن العديد من الخطوات والمشاريع، وسيكون هناك احياء لإرث البستاني الثقافي، حيث ستعمل جمعية بطرس البستاني على وضع جائزة سنوية باسم المعلم بطرس البستاني في شتّى المجالات، حيث تتطلّب هذه الأمور الكثير من العمل والتحضير»، مؤكّداً أنّ «هذه الجائزة ستكون على المستوى العلمي والفكري ومجالات أخرى، سيتم اختيارها في وقت لاحق، وخصوصاً في المدارس، اذ شدّد المعلم بطرس طوال حياته على الاهتمام دوماً بالجيل الصاعد والمدارس».

Back to Top